0 تصويتات
في تصنيف منهجية دراسة بكالوريا بواسطة

مقالة جدلية حول الفلسفة المعاصرة 2 ثانوي 

هل قيمة الإنسان تقاس بما يعود منافع ؟

هل معيار الحقيقة هو الوجود الذاته أم تأمل الإنسان العالمه الداخلي ؟

أهلآ وسهلاً عبر موقع <حل الصواب > الذي يقدم أأفضل الإجابات ، النموذجية و الصحيحة للكتب الدراسيه للمنهج الحديث  من أجل الواجبات وتحضير وتحليل ملخص دروس ونصوص وحل اسئلة اختبار الفصل والتي يقدمها الاستاذ بذكاء يختبر مهارات الطالب  كما سنطرح  لكم الان إجابة سؤالكم  القائل...مقالة جدلية حول الفلسفة المعاصرة 2 ثانوي 

الجواب الصحيح هو 

هل قيمة الإنسان تقاس بما يعود منافع ؟

هل معيار الحقيقة هو الوجود الذاته أم تأمل الإنسان العالمه الداخلي ؟

طرح المشكلة :

إن ظهور الفلسفة بالمعنى الدقيقة كان مسرحه بلاد اليونان القديمة ثم انتقلت إلى بلاد الإسلام ، وقتها قام المسلمون بترجمة الكتب الفلسفية اليونانية وشرحها ، غير أن هذا لا يمنع من أن الفلاسفة المسلمين اهتموا بقضايا أملتها عليهم ظروف عصرهم وبيئتهم الثقافية ، ومن بعد ذلك انتقل التفكير الفلسفي من جديد إلى أوروبا في العصر الحديث ، واهتم فلاسفتها كديكارت وكانط بمسألة المنهج وبإمكانيات العقل وحدوده في المعرفة ، أما في الفلسفة المعاصرة اتجهت الفلسفة إلى دراسة قضايا واقعية وملموسة وتخلت عن بناء الأنساق الفلسفية الكبرى، وهكذا عمل الفلاسفة المعاصرون على تفكيك ونقد المفاهيم والنظريات الفلسفية التقليدية ، وهكذا يتبين لنا أن الفلسفة في كل لحظة من لحظات تطورها تفتح تفكيرنا على قضايا جديدة ، ومن بين القضايا التي عالجتها الفلسفة المعاصرة قضية حول معيار الحقيقة ، فهناك من اعتبر أن الحقيقة تتحدد انطلاقا من النتائج العملية وما تحققه من منافع ، وهناك من اعتبر أن الحقيقة هي مجازفة وجودية أساسها الشعور الإنساني، ومن هنا وجب طرح الإشكالية التالية : هل الفلسفة المعاصرة فلسفة عملية أم وجودية ؟ وبمعنى آخر : هل بإمكان الإنسان المعاصر تجاوز همومه بتحقيق أكبر قدر من المنافع أم بمجرد الشعور بوجوده وكينونته ؟

محاولة حل المشكلة :

الموقف الأول :

يرى البراغماتيون أن معيار الصدق والحقيقة هو الواقع العملي الممارس والنتائج التي تحققها لا المبادئ ، فالبحث الفلسفي والجدل النظري، والنقاشات الإيديولوجية لا يحل مشكلة ولا يقدم حلا ، ولا فائدة منه إن لم يكن يعبر عن مشاريع عملية قابلة لإنتاج أثار نفعية لعقل الإنسان وواقعه ، فكل

التجارب والأفكار والاتجاهات يمكن قبولها بشرط أن تكون عملية وتترتب عنها آثار مفيدة للحياة والواقع البشري . يقول بيرس : " إن تصورنا لموضوع ما ، هو تصورنا لما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار عملية لا أكثر. ويقول أيضا : " إن الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج ، أي أن الفكرة خطة للعمل ومشروع له ، وليست حقيقة في ذاتها .. فأي عمل لا يقاس بمبادئه وإنما بما يقدمه من نتائج وليست كل النتائج بل التي يمكن تطبيقها واقعيا ، أي بمعنى التي تعبر عن الطموح ، والأحلام . والأمل ، والمستقبل ، فما قيمة عمل لا يتوج بالنجاح ؟ وما قيمة فكرة لا يمكن اختبارها والاستفادة منها ؟ ومن هنا يقول وليام جيمس : " إن كل ما يؤدي إلى النجاح فهو حقيقي ، وإن كل ما يعطينا اكبر قسط من الراحة ، وما هو صالح لأفكارنا ومفيد لنا بأي حال من الأحوال فهو حقيقي .. وبالتالي فإن مصدر المعرفة ومعيار الحكم عليها عند التفعيين ، ليس هو العقل كما الحال عند ديكارت وأفلاطون أي الفلاسفة العقلانيين ، وليس هو التجربة الحسية كما هو عند دافيد هيوم ومل وبيكون أي التجريبيين ، وإنما المعيار عندهم هو المنفعة ، فكل فكرة صحيحة إذا كانت نافعة ومفيدة ، وإلا فهي خاطئة وباطلة ويجب رفضها ، وهذا ما أكده وليام جيمس في قوله : " الفكرة الصادقة هي التي تؤدي بنا إلى النجاح في الحياة .. ويقول أيضا : " إن الإنسان يجب أن يشاهد صحة رأيه أو خطاه في تجربته العملية ، فان جاءت هذه العملية التجريبية موافقة للفكرة كانت الفكرة صحيحة ، وإلا فهي باطلة .. فما يصدق على المعرفة من حيث معيارها ومصدرها يصدق على الأخلاق أيضا وكل المبادئ التي يؤمن بها الإنسان فالصدق إذا هو النفع ، والخطأ هو الفشل والضرر .

نقد وتقييم :

قد يكون من مزايا البراغماتية نظرتها الواقعية بأن الفلسفة هي موقف من اجل العمل وليست أفكارا أكاديمية ، لكن أهداف وحجج البراغماتيين تبدو في الظاهر ايجابية على عكس الواقع العملي للإنسان الذي يثبت طغيان المنفعة الخاصة عن المنفعة العامة ، كما أدى إلى تهديد أمن الدول الضعيفة بسبب صراع المصالح بين الدول الكبرى أي نشوء الحروب ، وبالتالي نحتاج للعودة نحو الذات الإنسانية وقيمة الإنسان كجوهر للوجود .

الموقف الثاني :

يرى الوجوديون أن الإنسان هو الموضوع الرئيسي للتفكير الفلسفي ، وأن الوجود الإنساني هو مشكلة المشكلات وجوهرها ، ولذا كان اهتمامها بالرجوع إلى الوجود الواقعي للإنسان ومعاناته وتجاربه

التي تحدد ماهيته ، ولقد فرق جان بول سارتر بين وجود الأشياء ووجود الإنسان ، فوجود الأشياء هو الوجود في ذاته أي عالم الأشياء ، أو الظواهر الخارجية التي تقبل الدراسة العلمية والتجربة بحيث يدركها العقل بما تتصف به من ثبات واطراد، بسبب خضوعها لقانون الاطراد أي الحتمية ، أما الوجود الإنساني هو الوجود لذاته ، وهو لا يتمثل في العالم الخارجي الذي يقبل الدراسة العلمية وإنما يتمثل في الوجود الإنساني الداخلي ، بحيث يشعر به كل فرد في ذاته وبذاته فيعيشه بكل جوارحه وأحاسيسه ..... فلا يعتبر وضعا ثابتا ونهائيا لأنه لم يكتمل وإنما هو تجاوز مستمر لما هو عليه كل فرد بشري . إذن فوجود الأشياء يكون بعد ماهيتها مثل ماهية السبورة السابق على وجودها فتكون ثابتة وكاملة مستقرة ، أما وجود الإنسان فيكون سابقا لماهيته أي لما كان وجوده أولا ناقصا غير ثابت، فهو يسعى دائما نحو الكمال والتحقق بإرادته ووعيه ، كما يعتبر الإنسان مشروع انطلاقا من المسلمة الأولى ، فيتأسس مشروع الإنسان لتحقيق ذاته باستمرار فيعيش مغامرة ومخاطرة ، مما يعني القلق والحيرة ... فهو مجازفة تتأرجح بين النجاح والإخفاق ، ولما كان الأمر كذلك كان لزوما على الإنسان تحمل مسؤوليته واختياره لأن يكون حرا مريدا تعتبر الذات هي مصدر المعرفة والقيم والأشياء ، والمعرفة الحقيقية عندهم تنبع من الذات البشرية ، أي من شعور الفرد ومعاناته الواعية الانفعالية ... فمعرفة الأشياء تكون بالقصد إليها والاتجاه نحوها بالشعور لتحديد وجودها وماهيتها ، بمعنى أن الشعور هو أساس إثبات كينونة الذات ، يقول : " أنا أشعر إذن أنا موجود . .

نقد وتقييم

لكن ألا يمكن أن نلاحظ بان هذه الفلسفة تمتاز بالفردانية ؟ وما يعاب على الفلسفة الوجودية أنها فلسفة متطرفة تجعل الإنسان منغلقا على ذاته ، وبالتالي فهي ترفض معنى الإنسانية باعتبار أنها تنظر إلى جل الحقائق نظرة فردية تنطلق من ذات الإنسان، وبهذا اتهمت بأنها فلسفة تشاؤمية انهزامية تتشدد في القول بعدم وجود ماهية للإنسان سابقة على وجوده، كما أنها تنظر إلى الإنسان نظرة جبرية . باعتباره مقذوف في هذا الوجود رغما عنه ، فبالرغم من أن الإنسان جوهر الوجود ولكنه لا يهتم بوجوده فقط بل يحتاج إلى العمل والنجاح لتحقيق هذا الوجود، وبالتالي العودة إلى المصلحة الجمعية أو الفردية لتحقيق الذات ، كما أن الحرية المطلقة للفرد أنت إلى الانحلال الأخلاقي .

التركيب :

إذا كانت النفعية اتجاها عمليا يتخذ من الواقع مشروعا للنجاح وموضوعا للتفكير ، فإن الوجودية فلسفة تتخذ من الإنسان كذات مستمرة وفاعلة مشروعا وموضوعا فلسفيا وفكريا لأجل تجاوز الواقع بالإرادة الحرة والشعور القصدي، ومن هنا وجب الأخذ بالفلسفة العملية بغية استثمارها في

الحياة اليومية ، كما يمكن الأخذ بالفلسفة التي ترجع الإنسان إلى باطنه وتستوقفه على أعماقه ليعيش كل ما يخالجه من حالات نفسية ليختبر مدى تمكنه من إثبات ذاته وحريته .

حل المشكلة :

نستنتج مما سبق أن معيار الحقيقة هو الواقع العملي وتمجيد حرية الإنسان وبالعودة إلى الذات في نفس الوقت ، فالعمل يحررنا من قيود العبودية ، لذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " العمل عبادة " فتلازم العمل بالعبادة التي تحقق جوهر وسبب وجود الإنسان .

.:

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مقالة جدلية حول الفلسفة المعاصرة 2 ثانوي
مرحبًا بك إلى حل الصواب ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...